أسباب الإصابة بكسور العظام

أسباب الإصابة بالكسور في العظام

الكسور هي إصابات شائعة تحدث عندما تتعرض العظام لقوة تؤدي إلى كسر أو تشقق في هيكلها. تعتبر الكسور من أكثر الإصابات التي يعاني منها الناس في جميع أنحاء العالم، وتختلف أسباب الإصابة بالكسور بشكل كبير بين الأفراد. في هذا المقال، سيتم استعراض الأسباب المختلفة للإصابة بالكسور في العظام، والتي تشمل العوامل الفيزيائية، البيئية، والصحية التي قد تساهم في حدوث هذه الإصابات.

1. الإصابات الناتجة عن الحوادث والصدمات المباشرة

أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى كسور العظام هي الحوادث والصدمات. قد تحدث هذه الحوادث نتيجةً لمجموعة متنوعة من الأسباب، مثل:

• الحوادث المرورية: تعتبر الحوادث المرورية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الكسور، خاصة في الحوادث التي تشمل الاصطدامات الشديدة. يمكن أن تؤدي الحوادث إلى كسور في العظام سواء كانت كسورًا بسيطة أو معقدة.

• السقوط: يعد السقوط من العوامل الشائعة التي تؤدي إلى إصابات في العظام، خصوصًا لدى كبار السن أو الأفراد الذين يعانون من ضعف في التوازن أو العضلات. قد تؤدي السقوط على الأرض أو من أماكن مرتفعة إلى كسور في الأطراف السفلية أو العمود الفقري.

• الإصابات الرياضية: تتسبب الأنشطة الرياضية المفرطة أو التي تشمل احتكاكًا قويًا بين اللاعبين في حدوث الكسور. على سبيل المثال، قد تؤدي ألعاب كرة القدم، كرة السلة، أو الرياضات القتالية إلى كسور في الأطراف العليا والسفلى.

2. الضعف العام في العظام (هشاشة العظام)

تعتبر هشاشة العظام أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى كسور العظام، وخاصة لدى كبار السن. هشاشة العظام هي حالة تتميز بفقدان الكثافة المعدنية للعظام، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر حتى مع أقل التأثيرات. يتسبب هذا المرض في تدهور النسيج العظمي، مما يجعل العظام ضعيفة وهشة.

تحدث هشاشة العظام نتيجة لعدة عوامل تشمل:

• العمر: مع التقدم في العمر، تبدأ العظام في فقدان كثافتها وقوتها بشكل طبيعي، مما يزيد من خطر الكسر.

• الهرمونات: تلعب الهرمونات مثل الإستروجين والذكورة دورًا كبيرًا في الحفاظ على كثافة العظام. نقص هذه الهرمونات بعد سن اليأس في النساء يمكن أن يزيد من خطر هشاشة العظام.

• التغذية غير السليمة: نقص الكالسيوم وفيتامين D، والأنظمة الغذائية غير المتوازنة، تساهم بشكل كبير في تطور هشاشة العظام.

3. الاضطرابات الطبية والأمراض المزمنة

تعد بعض الأمراض المزمنة أيضًا من الأسباب الهامة التي تزيد من احتمال الإصابة بالكسور، مثل:

• مرض السكري: يعاني مرضى السكري من ضعف الدورة الدموية وارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤثر سلبًا على صحة العظام وزيادة احتمال حدوث الكسور.

• أمراض الغدد الصماء: مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مرض كوشينغ، يمكن أن تؤدي إلى اختلالات هرمونية تؤثر على كثافة العظام وبالتالي تزيد من خطر الكسور.

• أمراض العظام الوراثية: مثل مرض العظام الهشّة (osteogenesis imperfecta)، والذي يعاني فيه الشخص من هشاشة العظام بشكل مفرط، ما يجعل العظام أكثر عرضة للكسر حتى مع تأثيرات طفيفة.

4. التعرض للإجهاد البدني المفرط

الإجهاد البدني المتكرر والمفرط يعتبر سببًا رئيسيًا للإصابة بالكسور من النوع الإجهادي (stress fractures)، وهي كسور صغيرة تحدث نتيجة للضغط المستمر على العظم. يحدث هذا النوع من الكسور عادةً في الرياضيين أو الأشخاص الذين يقومون بتمارين بدنية شاقة لفترات طويلة، خاصة في أنشطة مثل الجري أو القفز.

تتسبب الحركات المتكررة والضغط المستمر على العظام في حدوث تشققات صغيرة فيها، وعندما لا يتم إعطاء الوقت الكافي للتعافي، فإن العظام يمكن أن تنكسر تمامًا.

5. الأدوية والعلاج الكيميائي

بعض الأدوية والعلاجات قد تكون سببًا رئيسيًا لزيادة خطر الإصابة بالكسور، وذلك بسبب تأثيراتها على العظام. على سبيل المثال:

• أدوية الستيرويد (الكورتيكوستيرويدات): تؤدي الأدوية الستيرويدية إلى تقليل قدرة العظام على امتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور.

• العلاج الكيميائي: يمكن أن يؤثر العلاج الكيميائي في قدرة العظام على التجدد، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور في المرضى الذين يخضعون للعلاج السرطاني.

6. التغذية غير المتوازنة ونقص العناصر الغذائية

تعتبر التغذية غير المتوازنة ونقص العناصر الغذائية الأساسية من الأسباب التي تساهم بشكل كبير في هشاشة العظام والإصابات الأخرى. نقص الكالسيوم، الفيتامين D، والبروتينات في النظام الغذائي يؤدي إلى ضعف العظام وبالتالي زيادة خطر الكسور. من المهم الحفاظ على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية التي تدعم صحة العظام مثل:

• الكالسيوم: وهو عنصر أساسي لبناء العظام والحفاظ على قوتها.

• فيتامين D: يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم بشكل فعال.

• المغنيسيوم والفيتامين K: لهما دور مهم في تعزيز صحة العظام ومنع التدهور.

7. السمنة والنحافة المفرطة

السمنة قد تساهم في حدوث الكسور بسبب الضغط الزائد على العظام والمفاصل. الوزن الزائد يؤدي إلى تحمل العظام لأعباء إضافية، مما قد يؤدي إلى كسور في المفاصل أو حتى العظام نفسها. في المقابل، النحافة المفرطة أيضًا تشكل خطرًا، حيث أن نقص الدهون في الجسم يؤدي إلى قلة المخزون الغذائي والعناصر الأساسية التي تدعم العظام.

8. العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في تحديد صحة العظام. إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام أو كسور العظام، فإن الفرد يكون أكثر عرضة للإصابة بالكسور في المستقبل. تشمل العوامل الوراثية التي تؤثر على صحة العظام قوة العظام وكثافتها.

9. التدخين وتعاطي الكحول

يعتبر التدخين وتعاطي الكحول من العوامل المساهمة في تدهور صحة العظام. التبغ والكحول يقللان من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور. كما أن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى العظام، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة.

10. الوقاية والعلاج من الكسور

للوقاية من الكسور، يجب اتباع عدة تدابير تشمل:

• ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية على تعزيز قوة العظام وتحفيز نموها.

• التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الكالسيوم وفيتامين D.

• الابتعاد عن التدخين والكحول: التقليل أو الامتناع عن هذه العوامل يساعد في الحفاظ على صحة العظام.

• الفحوصات المنتظمة: خصوصًا للأشخاص المعرضين للإصابة بهشاشة العظام أو الكسور.

الكسور هي إصابات يمكن أن تحدث لأي شخص، لكن الوعي بالعوامل التي تساهم في حدوثها والوقاية منها يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بها.